بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

منخفض أم الرمم

منخفض أم الرمم

أبرز وأعمق المنخفضات الكويتية

منخفض أم الرمم وظواهره الجيمورفولوجية

عبير العبري

يرصع أرض الكويت عدد كبير من المنخفضات الصحراوية الصغيرة ذات التصريف المائي الداخلي إلا أن أهمها على الإطلاق منخفض أم الرمم الذي يعتبر من أهم الملامح التضاريسية في دولة الكويت إلى جانب حافة جال الزور ووادي الباطن.

ويقع منخفض أم الرمم إلى الشمال الشرقي من منطقة المطلاع والزقلة وشمال وشمال غرب حافة جال الزور ويتميز هذا  المنخفض أحدهما شمالي والآخر جنوبي يفصل بينهما منطقة ضيقة مرتفعة نسبيا ، ويكتسب هذا المنخفض أهمية خاصة ، نظرا لكونه أبرز وأعمق المنخفضات الكويتية وأن جوانبه ذات انحدار شديد ويقطعها عدد كبير من الأودية الشابة . ونظرا لأهمية هذا المنخفض وتفرده فلقد أختير ليكون جزءا من المنطقة التي حددتها بلدية الكويت عام 1980 لتكون أول منتزه وطني طبيعي صحراوي في دولة الكويت.

الظاهرات الجيمورفولوجية في المنخفض

وتتنوع الظاهرات الجيمورفولوجية التي تتواجد في منخفض أم الرمم  تنوعا كبيرا ففي هذا المنخفض الصغير المساحة يتواجد العديد من الظاهرات الجيمورفولوجية التي يرتبط بعضها بالإرساب والبعض الآخر بالنحت . وأهم هذه الظاهرات الخبرات وأشكال متنوعة من الرواسب الرملية كالفرشات الرملية والتموجات الرملية والنباك وظلال الرمال . إلى ذلك، كما يتميز  بوجود عدد كبير من التلال المنعزلة وبحافات صخرية شديدة الإنحدار يقطعها عدد كبير من الأودية  الشابة تصب في أرضية المنخفض بنمط مركزي التصريف وبصورة متشعبة أحيانا.

أولا: الخبرات

توجد في وسط أرضية منخفض أم الرمم، أى في أكثر أجزائه انخفاضا ،وتتكون رواسب هذه الخبرات من المواد الناعمة التي تتألف من الغرين والصلصال والرمال التي جلبتها الأودية  العديدة التي تصب في المنخفض من جميع جوانبه . وتكونت هذه الرواسب الطينية بعد أن تم حفر وتجويف منخفض أم الرمم بواسطة عوامل النحت المختلفة والتي ترجع في أغلبها إلى العصر الحديث (الهولوسين) وعلى هذا الأساس فإن رواسب خبرات أم الرمم قد نمت وازدادت سمكاً نتيجة لتوالي الترسيب الفصلي للمواد الطينية الناعمة بفعل شبكة المجاري الكثيفة التي تقطع جوانب هذا المنخفض إذ  أن كثيرا ما يحدث في هذه المجاري جريان مائي كافي لنقل كميات كبيرة من الرواسب الدقيقة وترسيبها في اخفض اجزاء المنخفض وذلك نتيجة لهطول الأمطار الفصلية الغزيرة والفيضانات المتقطعة التي تحدث احيانا . كما يجب أن نشير إلى أن الرياح قد ساهمت ايضا ببعض هذه الراوسب عن طريق ما تحمله من المناطق المجاوره من مواد طينية ناعمة ورمال إلى داخل المنخفض ووجود هذه الرواسب الطينية التي تشكل أسطح الخبرات له ثلاث نتائج جيمورفولوجية هامة:

- قلة نفاذية هذه الرواسب ، فان المياه السطحية في حالة توفرها تتراكم عل اسطح الخبرات.

- خاصية الإنكماش التي تمتاز بها الرواسب الطينية ‘ فإن التشققات الطينية ظاهرة شائعة في أسطح الخبرات عندما تجف مواردها الطينية.

- تنشط عملية التذرية بواسطة الرياح فوق هذه الأسطح ذات الذرات الدقيقة (cook&Warren 1975).

ثانيا : أشكال الرواسب الرملية:

 يحتوي منخفض أم الرمم على صور عديدة من الرواسب الرملية أهمها : الفرشات الرملية ، التموجات الرملية ، ظلال الرمال، وترسبات رملية أخرى ناشئة عن تدخل الإنسان.

 1 -الفرشات الرملية:

تعتبر الفرشات الرملية أكثر أنواع الرواسب الرملية انتشارا في منخفض أم الرمم. وهي مسطحات رملية مستوية .

وتتكون  الرمال الخشنة الحبيبات المختلطة ببعض المفتتات الصخرية التي تعجز الرياح عن حملها بعد أن أزالت من بينها الرمال الدقيقة . وتعتبر مناطق الفرشات الرملية – باستثناء بطون الأودية – اهم مناطق المنخفض التي تنمو فيها النباتات الحولية عقب سقوط الأمطار الشتوية ويستمر وجود هذه النباتات حتى نهاية موسم الربيع حيث تبدا بالذبول والجفاف مع حلول فصل الصيف الحار. كالربلة ، الشعيرة، الحنبزان، والقفصاء. بالأضافة إلى نبات العنيصل يزدهر بصورة خاصة على الفرشات الرملية التي تغطي أطراف الخبرات كما ينمو  بعض الشجيرات الدائمة كالأرطى والثندة والعوسج والعرفج والرمث.

 2 -التموجات الرملية  ( النيم ) :

 وتوجد في للمنخفض  أما على أسطح الفرشات الرملية او على الأسطح الطينية للخبرات . وغالبا ما تظهر هذه التموجات على شكل خطوط طولية متتابعة تفصل بينها منخفضات تمتد بين هذه الخطوط، وتتميز باستقامتها وبظهورها على شكل اشرطة رملية متصلة وإن كانت احيانا ما تظهر بصورة عرضية من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي أي عمودية على اتجاه الرياح الشمالية الغربية السائدة.

3 -النباك:

تلعب النباتات الدائمة  التي تنمو في منخفض أم الرمم دورا رئيسيا في تكون ظاهرة النباك التي تتخذ في العادة شكل مخاريط مسقطها الرأسي على شكل مثلث متساوي الساقين.

وتنتشر النباك في منخفض ام الرمم على الفرشات الرملية حيث يتوفر قدر من الرطوبة يسمح بنمو بعض الشجيرات الدائمة ذات  خصائص فسيولوجية معينه. ويعتبر نبات (الأرطى) اكثر انواع نباتات المنخفض تكوينًا للنباك ، حيث يتميز بكثافة غطائه الخضري الدائم التي تزيد من قدرته على تصيد الرمال ، وكذلك النمو السريع فوق رواسب الرمال المتراكمة حوله ، بحيث إذا دفن جزء منه نمت سيقان جديدة له فوق مستوى السطح الرملي لتظل أوراقة مكشوفة وظاهرة، إذ  الرمال المتراكمة حوله.

4 - ظلال الرمال:

تتكون عند حافات المنخفض القائمة وجوانب  الأودية الواقعة في منصرف الرياح الشمالية الغربية .

وأهم مايميز ظل الرمال ظهوره بشكل يشبه الكثيب الهلالي البسيط وليس على هيئة مخروط كما هو الحال في معظم ظلال الرمال التي توجد في المنخفض.

والفرق بين ظل الرمل والكثيب هو عدم وضوح الجانب المواجه للرياح السائدة الذي يطبق علية (الكساح) بنفس الصورة التي توجد عليها في حالة الكثبان الهلالية ، نتيجة لإلتحامة بالجانب الشمالي للوادي الرئيسي اما الجانب الاخر الذي ينحدر عكس اتجاه الرياح والذي يعرف باسم جانب ظل الريح أو (الصباب) فيظهر بكل وضوح في ظل الرمل الكبير مما يقربه من الشكل التقليدي للكثبان الهلالية النموذجية.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 88