البحيرات النفطية في الكويت

البحيرات النفطية في الكويت

 

بحيرات النفط والتربة الملوثة في الكويت

 

 

 

 

تضررت مساحة تزيد على 114 كم2 من صحراء الكويت، جراء تسرب النفط الخام، عند انسحاب القوات العراقية، التي قامت بتفجير 798 بئر نفط في الكويت. وقد تدفق النفط الخام (مختلطا بالمياه الطبقية " التي تحتوي على ما يزيد على 10 % من الملح " وقد تم استخدام أكثر من 6 مليارات جالون من مياه البحر " التي تحتوي على 4 % من المحتوى الملحي " في إطفاء آبار النفط المحترقة) من الآبار المتضررة وتراكم في منخفضات المناطق الصحراوية، حيث عمل على تلويث أكثر من 40 مليون متر مكعب من التربة. وقد اختلط هذا النفط المتدفق بمليارات الجالونات من مياه البحر، مما عمل على خلق مناطق ملوثة في غاية الاتساع، حتى إنها سميت ببحيرات النفط. وقد عمل تلوث الصحراء على تغيير خواص التربة، وساعد على تدمير مساحات زراعية واسعة وفناء الكثير من الحيوانات، كما تسرب إلى طبقات التربة؛ حيث وصل إلى الطبقات الصخرية للمياه العذبة في شمال الكويت، ويستمر في إعاقة وظائف النظام البيئي.

وقد نجم عن التبخر الناتج عن جزيئات النفط الخفيف، بسبب درجة الحرارة العالية (قد تصل درجة حرارة التربة إلى 86 درجة مئوية في الصحراء المفتوحة خلال فصول الصيف الحار) تكون ترسب سميك يتكون من طبقات متغايرة الخواص من الأتربة المحمولة في الهواء، والنفط الخام المتعرض لدرجات الحرارة العالية، والمياه، ومستحلبات النفط / المياه، مع طبقة تحتية من التربة الملوثة؛ وقد ترسب ذلك كله بفعل الأملاح المتبقية من مياه تكون البحيرات الملحية ومياه البحر.

 

التلوث المرتبط ببحيرات وحفر النفط

تم إجراء العديد من الدراسات كجزء من برنامج مراقبة وتقييم الكويت، لوصف طبيعة هذه الأشكال المختلفة من التلوث. وقد تم وصف أشكال التلوث هذه بشكل مختصر في الفقرات التالية. وقد تم تحديد التلوث النفطي المرئي في البيئة الأرضية المرتبطة ببحيرات وحفر النفط، في الأنواع التالية:

 

- تلوث بحيرات النفط الرطب

في الوقت الحاضر، يتكون تلوث بحيرات النفط الرطب، من ترسب نفطي يتكون من النفط الأسود عالي الحرارة، والنفط اللزج أو شبه الصلب، على تربة سميكة من النفط الملوث، الذي بدوره يعلو التربة التي لا يوجد بها تلوث نفطي مرئي. ويحدث تلوث بحيرات النفط الرطب في المناطق التي يترسب فيها النفط الخام المتدفق بسبب التضاريس والطوبوغرافية المحلية. وتتضمن مثل هذه الأماكن المنخفضات السطحية وقنوات الصرف. ويبقى نفط البرك ويستمر في التسرب إلى التربة التحتية. وقد تتكون طبقة سميكة على سطح النفط مرتفع الحرارة، لكن هذا السطح ليس قويا بما يكفي ليحمل السائر عليه. وقد تم العثور على مواد رسوبية تحتوي على تركيزات من الهيدروكربون النفطي، بنسبة إجمالية متوسطة تزيد على 19 بالمائة. كما تم اكتشاف احتواء التربة التحتية الملوثة على نسبة إجمالية متوسطة تصل إلى 3.4 بالمائة من الهيدروكربون النفطي. وتشير بيانات الهيدروكربون الدهني إلى أن الهيدروكربون النفطي يحتوي على هيدروكربونات بأطوال تبلغ من C20 إلى C34. وقد أعاق وجود النفط اللزج إتمام الانسحاب الحربي في بعض المناطق التي يوجد بها مثل هذا التلوث. كما يتسبب هذا النوع من المواد كذلك في وجود مشكلات واضحة في التعامل مع مواد العلاج.

 

- تلوث بحيرات النفط الجاف

يتكون تلوث بحيرات النفط الجاف من طبقة سطحية جافة تشبه القطران، متوسطة الصلابة، وسوداء اللون (وقد تحتوي على بعض مواد التربة الملوثة) تترسب على تربة ملوثة بالنفط الأسود وبني اللون، والتي تقع بدورها فوق تربة لا يوجد بها تلوث نفطي مرئي. ويحدث تلوث بحيرات النفط الجاف في المنخفضات السطحية والمناطق المنبسطة، حيث يتخلل غالبا مناطق تلوث بحيرات النفط الرطب. وقد وجد أن مواد السطح التي تشبه القطران في مناطق تلوث النفط الجاف، تحتوي على نسبة تركيزات إجمالية من الهيدروكربون النفطي تصل إلى نحو 7.3 بالمائة. كما وجد أن التربة الملوثة الملونة تحتوي على نسبة إجمالية من الهيدروكربون النفطي تصل إلى 2.5 بالمائة. وتشير بيانات الهيدروكربون الدهني من عينات مواد شبه القطران العليا، إلى توزيع مشابه بصورة عامة من الهيدروكربون مثل الترسيبات.

 

- الركام الملوث بالنفط

يقع الركام الملوث بالنفط عندما يتم استخدام معدات نقل التربة في دمج التربة الملوثة بالنفط و / أو النفط السائل في أكوام. وقد تم عمل هذا الركام من أجل وقف انتشار تدفقات النفط الذي وقع بسبب تدمير آبار النفط في دولة الكويت، أو من أجل تطهير مناطق التلوث النفطي المرتفع حسبما يكون ضروريا لتسهيل عمليات مكافحة الحريق أو العمليات الميدانية لشركة نفط الكويت (KOC) فيما بعد. وحتى وقتنا الحالي، فقد يتسرب النفط السائل من هذا الركام. وقد تم اكتشاف احتواء مواد الركام الملوث بالنفط على نسبة إجمالية من تركيز الهيدروكربون النفطي تصل إلى نحو 4.4 بالمائة.

 

- الحفر النفطية والتسربات النفطية المرتبطة بها

تتكون هذه المواد في الوقت الحالي من تربة ملوثة بالنفط من الحفر المردومة. وخلال غزو العراق واحتلال الكويت، قامت القوات العراقية بحفر الحفر على طول الحدود الجنوبية للكويت بشكل رئيسي على مدى يصل إلى ما بين 10 إلى 15 كيلو متر، من وبموازاة الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية. وقد تم ملء الحفر بالنفط الخام الذي تسرب من حقول النفط من خلال شبكة خطوط أنابيب قام العراق ببنائها. وبعد تحرير الكويت، تم استعادة بعض النفط السائل من الحفر؛ وبعد ذلك تم ردم الحفر مرة أخرى في الفترة بين عامي 1993 و1994. وتشمل هذه الفئة التربة الملوثة بالنفط المرتبطة بتسربات النفط من خطوط الأنابيب التي بناها العراق. وقد تباينت تركيزات الهيدروكربون النفطي في تربة الحفر بين 1.080 مجم / كجم، و 140.000 مجم/كجم. كما اختلفت تركيزات مناطق التسرب بين 6.040 مجم/كجم و 117.000 مجم/كجم. كما وجد أن تركيز حفر النفط يمتد إلى عمق التربة الجصية التحتية. ووجد أن عمق التلوث داخل مناطق الحفر يتباين بين 0.9 إلى 7 أمتار.

وبصورة عامة، فإن التربة / الترسبات التي تم اختبارها تتميز بما يلي:

 

* كثافة تصل إلى 1.7 جرام لكل سنتيمتر مكعب.

* متوسط قيمة حرارة تصل إلى حوالي 650 وحدة حرارية بريطانية للتربة الملوثة و 7.550 وحدة حرارية بريطانية لمواد الترسب.

* تمتاز التربة بوجود كثيف للهيدروكربون مع وصول اختبارات اختراق سقوط المياه إلى 19.000 ثانية.

* متوسط حموضة التربة الملوثة بالنفط 7.7 وحدة. ويبلغ متوسط حموضة الترسب النفطي 6.7 وحدة.

* يبلغ متوسط محتوى رطوبة التربة نحو2.4 بالمائة. ويبلغ متوسط محتوى رطوبة الترسب نحو 28 بالمائة.

* على الرغم من عدم القياس بشكل نظامي، فإن محتوى التربة الملحي يزيد بصورة عامة على 10 %.

* وجد أن التربة تحتوي على تركيزات منخفضة من النيتروجين والفوسفور.

* وجد أن عينات التربة تحتوي على العديد من أنواع البكتريا المعروف ارتباطها بالتربة الملوثة بالهيدروكربون. ومع ذلك، فإن استخدام النفط الخام في الكويت كمصدر مطلق للكربون يعتبر منخفضا

 

حجم تلوث بحيرات وحفر النفط (( الحجم بالمليون متر مكعب ))

 

المادة

متوسط العمق (بالسنتيمتر)

المساحة

(بالكيلو متر المربع)

الحجم

(بالمتر المكعب × 10 6)

بحيرات النفط الجاف

25

98.38

24.5

بحيرات النفط الرطب

64

7.19

4.6

ركام النفط الملوث

173

8.59

14.8

تسربات أنابيب وحفر النفط

351

1.63

5.7

الإجمالي

 

115.79

49.6

 

 

في تقديرات الحجم المشار إليها أعلاه، تم تضمين نحو 3.4 مليون متر مكعب من الجص الملوث في التلوث المرتبط بحفر النفط. وبالإضافة إلى ذلك، فلم يتم تضمين الضرر المادي للتربة، في تقديرات منطقة التلوث، وكذلك غلاف السطح الواقي والغطاء النباتي الذي يغطي نحو 15 كيلو متر مربع إضافي في المناطق المجاورة لأنابيب النفط، تنتج عن بنائها. وعلى الرغم من عدم رفع تقارير بالتلوث النفطي في هذه المناطق، فإن التشويش المادي يمثل شكلا آخر من أشكال الضرر.

ومن بين المشاكل الكبرى التي تعوق تقييم طبقات بحيرات النفط، وجود أسلحة لم تنفجر (UXO). وسوف يعمل المحتوى المعقد لبحيرات النفط (النفط الممزوج بماء البحر، والرمال والحطام)، والعمق المتباين (1.5 متر إلى 6 أمتار) على تعقيد برنامج العلاج، وسوف يضيف تحديات فنية جديدة مع اكتشاف وجود أسلحة لم تنفجر (UXO). ويتمثل التحدي الأكبر في العثور على أفضل الأساليب لاكتشاف وتحديد الأسلحة في هذا الموقف الفريد. فلم يتم القيام بهذا النوع من عملية تحديد موقع الأسلحة التي لم تنفجر (UXO) من قبل. وبمجرد أن يتم اكتشاف هذه الأسلحة، فإن النقل الآمن والتخلص منها بطريقة سليمة سوف يتطلب دعما من جانب الخبراء؛ وكذلك تعاونا من جانب وزارة الدفاع في الكويت. وفي الوقت الحالي، فإن كافة بحيرات النفط يمكن أن تعتبر مناطق خطرة مشتبه فيها، حيث يعتقد بوجود تهديد فيها، ولكن لم يتم تحديد حجم أو موقع هذا التهديد.