بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الطاقة

آثار إنتاج الطاقة واستخداماتها المختلفة

حنان القلاف

أولا: على الغلاف الجوي

يولد احتراق الوقود الحفري والكتلة الحيوية عددا من الانبعاثات في الجو تختلف نوعيتها وأحجامها تبعا للوقود المستعمل ويؤدي حرق الوقود الحفري إلى إطلاق غازات من اكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون والميثان وثاني أكسيد الكربون وبعض المواد الدقيقة وبعض المركبات الطيارة.

وتختلف حصص الانبعاثات في شتى القطاعات اختلافا كبيرا من بلد إلى أخر واعتمادا على مقدار وتوكيب الوقود المستخدم وعلى التكنولوجيا المستخدمة في مكافحة الانبعاثات في مكانها.

وتتولد من حرق الفحم لكل وحدة طاقة انبعاثات من أكاسيد الكبريت والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون تفوق انبعاثات النفط أو الغاز الطبيعي أو الكتلة الحيوية ومن ناحية أخرى تنبعث من احتراق الكتلة الحيوية مقادير من أول أكسيد الكربون تفوق على ما ينبعث من احتراق الفحم أو النفط أو الغاز الطبيعي.

ثانيا: على المياه

ومن ناحية أخرى فإن تلوث المياه يمكن أن ينشأ نتيجة إنتاج الطاقة من مصادر متعددة فقد أدى الصرف الحمضي من المناجم إلى تلوث مجاري المياه السطحية وإلى تقليل الأحياء المائية أو القضاء عليها كما تتدفق من مصاي النفط ملوثات سائلة تحتوي على النفط والشحم والفينول والأمونيا وغيرها من المركبات السامة وتستخدم محطات توليد الكهرباء المياه للتبريد وعادة ما تكون المياه التي يجري تصريفها أدفأ بنحو سبع درجات مئوية من درجة حرارة المجمعات المائية التي تصب فيها.

ومثل هذا التلوث يؤثر على الأحياء المائية إلا أنه في بعض الأحيان تستخدم هذه المياه الحرارية في تربية الأحياء المائية أو الري أو في أغراض أخرى.

تأثير النقل على الغلاف الجوي

تنبعث كثير من الملوثات الضارة من عوادم السيارات والمركبات التي تحرق النفط مثل غاز أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروين وبعض المواد الهيدروجينية والجسيمات والمركبات النزرة وترتفع نسبة تركيز هذه الملوثات في الأماكن المغلقة والشوارع التي تعاني من الاختناقات إلى مستويات خطرة على الصحة وخاصة على الأشخاص الذين يعانمون من مشاكل في القلب والرئتين.

وتتفاعل أكاسسيد النيتروجين والمواد الهيدروكربونية في وجود ضوء الشمس فينتج عن تفاعلها ضباب دخاني مؤكسد يؤذي العيون والرئتين ويتلف النباتات الحساسة .

وبينت الدراسات التي أجريت على مقربة من الطرق السريعة وجود تركيزات مرتفعة من المعادن النزرة مثل :الكادميوم والرصاص والنحاس والزنك والنيكل والكروم على النبات والتربة.

من جانب أخر فإن المركبات التي تسير بالديزل ينبعث منها أو أكسيد الكربون ومواد هيدروجينية وجسيمات صغيرة جدا تنتقل بسهولة عن طريق تيارات الهواء وتستقر في الجزء الأسفل التنفسي.

إثر استنشاقها كما تحتوي هذه الجسيمات على المركبات العضوية التي يسبب الكثير منها الإصابة بالسرطان.

ويولد قطاع النقل على مستوى العالم حوالي 60% من انبعاثات أول أكسيد الكربون التي من صنع الإنسان و 42% من أكاسيد الكبريت ويعد قطاع النقل مساهما رئيسيا في غازات الاحتباس الحراري حيث يولد18% من كل ثاني أكسيد الكربون الذي يطلقه الوقود الحفري أو حوالي 15% من الحجم الكلي العالمي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي من صنع الإنسان.

بدائل النفط كوقود للمركبات

مازال الاهتمام قائما على إيجاد بدائل للنفط كوقود للمركبات وقد تمت دراسات على أنواع من الوقود الكحولي (الإيثانول والميثانول) والغاز الطبيعي وعلى الكهرباء وإن يكن بدرجة أقل.

يمكن الحصول على الوقود الكحولي باستخلاصه من الكتلة الحيوية كما يمكن إنتاج المثانول من الغاز الطبيعي والفحم.

وفي عام 1975 بدأت البرازيل برنامجا خاصا لإنتاج الوقود الإيثانولي باستخلاصه من قصب السكر وقد زودها بنحو نصف وقود المركبات عام 1986 والأن تسير نحو ثلث السيارات هناك بالإيثانول الصافي .

وأصبح شائعا إستخدام الغاز الطبيعي في بعض البلدان بصورة مباشرة كوقود للمركبات سواء في صورته المضغوطة أو المسألة.

أثر المناخ والعوامل الاقتصادية والاجتماعية والتوزيع الجغرافي على البيئة السرطانية

إن أسباب السرطانات والأورام السرطانية متعددة ويبدو من الأبحاث والتجارب الدولية أن العوامل الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية قادرة وحدها على إحداث السرطان وفي الواقع فإن جسم الإنسان يخضع لتأثير عوامل خطرة عدة أتية منا لبيئة المحيطة حيث يمكن تفادي بعضها بالابتعاد عنه على مستوى نوعية الأفراد وبعضها الأخر يتوقف على شروط الحياة وعوامل بيئية.

وغالبية الأمراض السرطانية ترتبط بشكل ما بعوامل البيئة المختلفة ويجب ألا يقفز إلى الأذهان أن المقصود بعوامل البيئة هو تلوث البيئة او العمل في المصانع أو طبيعة العمل الخاصة كهؤلاء العاملين في رصف الطرق حيث تستخدم مادة القار فأخطار المهنة قد لا تتعدى نسبة ضعيفة بينما هناك عوامل بيئية تشكل خطرا أ:بر مثل أشعة الشمس والتعرض للإشعاعات المتأنية.

وقد أشارت الدراسات إلى وجود صلة وثيقة بين طبيعة بعض المناخات وطبيعة بعض الأمراض السرطانية فقد لوحظ أن سرطان الفك مثلا أكثر شيوعا في أفريقيا حيث يتأثر جدا بنسبة كل من الحرارة والرطوبة مما يفسر سبب انتشاره بكثرة في المناطق الحارة المالحة الرطبة في العالم ولكنه يخف في مستويات التغذية الأفضل وتزداد الإصابة به حيث سوء السكن وسوء التغذية.

وعلى النقيض من ذلك فسرطان الدم (اللوكيميا) منتشر في السويد مثلا أكثر من انتشاره في إيطاليا بالرغم من توفر وسائل الراحة وفرص المعيشة والغنى أكثر في السويد منها في إيطاليا.

كما يلعب التوزع الجغرافي للسرطان دورا مهما في حدوثه في بيئات معينة فعلى بيل المثال سرطان المعدة هو الأكثر انتشارا في اليابان بينما سرطان البلعوم والقنوات العليا في الجسم ظاهرة متفشية في الصين والسرطان المفاوي والذي ينتشر في الغدد المفاوية فهو شائع في أوروبا وأمريكا وشبه معدوم في اليابان.

العوامل البيئية المؤثرة في الإصابة بالسرطان

أشارت الدراسات إلى أن هناك اختلافا في أماكن الإصابة بالسرطان بالأعضاء المختلفة بالجسم باختلاف الأجناس وهذا الاختلاف ربما كان ناتجا عن عوامل وراثية تتعلق بالجنس نفسه أي عامل داخلي أو عوامل بيئية خارجية.

ومن العوامل البيئية المؤثرة الحالة البيئية للسكان من حيث طبيعة التكوين الجغرافي للمكان أو حتى وجود عامل مؤثر في الهواء أو الماء أو البيئة المحيطة.

ولننظر إلى الأمثلة التالية من بقاع شتى من العالم:

سرطان الجلد ينتشر بكثرة في (الأرجنتين) حيث يشرب عدد كبير من السكان الماء المحتوى على نسبة عالية من الزرنيخ بينما في (سويسرا) ترتفع نسبة الإصابة بمرض تضخم الغدة الدرقية نتيجة لنقص اليود في مياه الشرب.

وفي (الهند) يكثر انتشار سرطانات الفم والبلعوم نظرا لتأصل عادة قديمة منذ آلاف السنين وهي مضغ التبغ الممتزج بجوزة الطيب ويقبل عليها الفقراء بشكل كبير لأنها تسبب فقدان الشهية من أجل توفير ثمن الطعام كما إن البعض منهم يقوم بتدخين نوع معين من السيجار بحيث يكون طرفه المشتعل داخل الفم (أي أنهم يدخنون السيجارة بالمقلوب).

وفي كشمير يستخدم الأهالي طريقة غريبة في التدفئة حيث يضعون إناء به فحم موقد ويربطونه حول البطن ليمدهم بالدفء مما يؤدي إلى إصابتهم بسرطان الجلد في منطقة البطن وهذا النوع من السرطان غير معروف بين الأجناس الأخرى.

كما إن سرطان المثانة المنتشر في بعض البيئات بكثرة كما في مصر يعود إلى انتشار البلهارسيا في مياه الترع مما يؤدي إلى ارتفاع نسبته بين جميع حالات السرطان هناك.

وقد أوضحت الدراسات المتفحصة والتجارب المتعددة أن السرطان مثل كل الأمراض إنما هو نتاج تفاعلات بين المخلوقات والبيئة المحيطة بها ورغم أن الباحثين يختلفون كثيرا فإنهم يقررون أن ما بين 70% إلى 90% من كل أنواع سرطان الإنسان تنتج عن عوامل في البيئة وتتأثر نسب الإصابة به بكل من:

الغذاء ، التدخين الكحول ، تلوث الهواء والمياه والطعام والتربة الكيماويات السامة في المصانع نواتج الصناعة التعرض لأشعة الشمس والإشعاعات المتأنية وأنماط التكنولوجيا المحيطة.

فالغذاء بصفته عاملابيئيا يعتقد بكونه من مسببات السرطان حيث أن الاضافات الكيميائية لطعام والمصنعة والصبغات تمثل ربطا بين الغذاء والسرطان وتشكل مشاكل حقيقية كافية.

وتشير الأبحاث إلى عوامل غذائية أخرى قد تكون ذات تأثير في الإصابة مثل:

- درج طهي الطعام.

- دور الدهون في الغذاء.

- عمليات تخزين الغذاء.

- زيادة أو نقص العناصر النادرة والفيتامينات.

- وطريقة إعداد الطعام.

ويعتقد بعض العلماء أن الغذاء الغني الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون يساعد على الإصابة بأنواع مهمة من الأمراض الخبيثة بما فيها سرطان القولون والثدي والبروستاتا.

وتركز التوقعات الحديثة بكثرة على تسبب النيتروزامينات في الإصابة بسرطان المعدة حيث إن اتحاد الكيماويات في الطعام والماء وطرق إعداد الطعام وأنماط الغذاء المختلفة تسمح للجسم بصناعة هذه النيتروزامينات النترات الموجودة عادة في نترات اللعاب مسئوولة عن التحول إلى النيروزامينات حينما تتحدد مع مركبات الطعام أو الدواء.

وفي المناطق التي تكون فيها التربة تحتوي على نسب عالية من النترات يكون الطعام المنتج فيها يحتوي على نترات أيضا كما أن الأسمدة التي تحتوي على نترات تزيد أيضا من احتواء الطعام على النترات.

وتساهم الأشعة فوق البنفسجية للشمس في الإصابة بسرطان الجلد وخاصة بين الناس من ذوي الجلد الأبيض فكلما ازداد التعرض لأشعة الشمس زمنا أو درجة إزداد التأثر ولذلك فكلما ازداد البيض اقترابا من خط الاستواء ارتفعت نسبة الإصابة به وكذلك أولئك يقضون فترات طويلة مستمتعين بدفء الحمامات الشمسية والتي تزيد من جرعة الإشعاع الشمسي.

وتعتبر الأشعة المتأنية التي تحدث في التفاعلات النووية والأشعة (x) الطبية أكثر قوة من الأشعة الشمسية فقد بينت الدراسات إن الأشعة المتأينة تسبب السرطان والتغيرات الوراثية.

بعض الكيماويات الصناعية تتسبب بالسرطان

ودور الكيماويات الصناعية لا يقل عن سابقة في التسبب بالإصابة به ومن هذه الكيماويات الخطرة:

1- الاسبستوس المستعمل في الصناعة بسبب سرطانات الرئة.

2- الزرينخ في الهواء.

3- الكلوروفورم في ماد التجميل ومياه الشرب.

4- فينيل الكلوريد في المصانع .

5- البلاستيك الشفاف والمعتم المسبب السرطان الكبد.

كما إن تلوث الهواء الناتج من عوادم السيارات واحتراق الفحم من المسببات الكيميائية للإصابة السرطانية نتيجة لوجود مادتي:

Benzo3 - Pyrene4

وهناك مادة Benzo Pyrene وهي من المواد الهيدروجينية العطرية الأروماتية التي تنفثها محركات الطائرات خلال تحليقها وتنتج أيضا من غازات المصانع ومحطات وسائل التدفئة المركزية وعند الاحتراق غير الكامل للمواد العضوية من فحم ونفط وخشب حيث تدخل البدن مباشرة عن طريق هواء التنفس أو عن طريق الأطعمة من نبات وخضار وفاكهة ولحوم وألبان.

وتلوث التربة يلعب دورا كبيرا في احتمال الإصابة بالسرطان لامتصاصها بكثرة عن طريقة بعض النباتات والخضار مثل دوار الشمس والبطاطا.

كما إن مادة سيكازين (cikazine) الموجودة في أوراق وثمار شجرة البلح من نوع السيكاس (cicas circinalis) تعتبر مادة مسرطنة عند دخولها الجسم عن طريق التغذية.

ومن المواد التي كثر استعمالها كأحد أنواع المبيدات مادة الـ DDT الذي تدخل البدن بطرق متعددة كما تتسلل إلى الأجنة عن طريق المشيمة مسببا سرطان الكبد.

كما ان كاربونيك النيكل المستخدمة في صناعة النيكل تؤدي إلى انتشار سرطانات الوجه لدى العاملين في هذه الصناعة.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 7