بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الطين

الطين يؤثر على صحة الإنسان

حنان القلاف

أثبتت الدرسات التي أجريت للبحث عن العوامل الجغرافية المسببة لبعض الأمراض مثل أمراض السرطان والقلب والدورة الدموية وغيرها أن هناك علاقة بين هذه الأمراض وبين التركيب المعدني للصخور، والتركيب الكيميائي للتربة المستمدة منها، وللمياه التي تجري على سطحها أو تتجمع في شقوقها وفراغاتها وطبقاتها.

ويمكن تقدير قوة العلاقة بين هذه العوامل وصحة الإنسان بمعرفة كل العناصر الكيميائية التي تدخل في تركيب الجسم، والتي تساعده على أداء وظائفه الحيوية المختلفة، مستمدة في الأصل من صخور القشرة الأرضية، وهو ما ذكره الخالق العظيم في القرآن الكريم " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين " إذ إن الطين نفسه مستمد كله من صخور القشرة الأرضية ، وأن أي عنصر من العناصر الأساسية في هذه الصخور أو في التربة أو المياه يؤدي بالضرورة إلى نقصة في جسم الإنسان ، وقد يؤدي هذا إلى اختلاف تكوينه وإصابته ببعض الأمراض.

وتنتقل العناصر الكيميائية من الصخور إلى جسم الإنسان عبر عدة عمليات تتمثل في عمليات التجوية المكانيكية والكيميائية التي تؤدي إلى تفكيك الصخور وتفتيتها وتحللها، فتتكون منها التربة التي تتضمن بالضرورة كل عناصرها، وتذوب بعض هذه العناصر في الماء ، فتنتقل إلى الإنسان إما بطريق مباشر عندما يشرب يأكل النباتات التي تنمو في التربة المحتوية عليها، أو حتى يأكل منتجات الحيوانات التي تتغذي عليها.

ويتوقف تأثير العناصر الكيميائية المستمدة من الصخور على جسم الإنسان وعلى صحته على عدة أمورمنها:

نوعية الصخور على جسم الإنسان وعلى صحته على عدة أمور منها:

نوعية الصخور وتركيبها المعدني، وسرعة تأثيرها بعمليات التجوية والتعرية ، ودرجة تركز بعض العناصر المختلفة بها ‘ وإمكانية ذوبان هذه النباتات في الماء أو تحللهافي التربة حتى تصبح قابلة اللامتصاص بواسطة النباتات. ففي مناطق الصخور النارية والمتحولة يستغرق استخلاص العناصر زمنا طويلا بسبب شدة تماسك هذه الصخور وصلابتها، وبطء تأثير عمليات التجويةعليها .. بينما في مناطق الصخور الرسوبية ، حيث تكون المعادن والعناصر المختلطة بها مهيأة اللاختلاط بالتربة والتحلل فيها والذوبان في الماء وعلى هذا فإن النباتات التي تنموفي مناطق الصخور النارية والمتحولة لا تحصل بسهولة على كل ما يلزم لنموها من العناصر المعدنية، فتصبح ضعيفة في نموها ، ولا يستطيع الإنسان الذي يتغذي عليها أن يحصل منها على كل العناصر التي يحتاج إليها.

كما أن نسبة تركيز العناصر الكيميائية المختلفة ليست واحدة في كل الصخور حتى بالنسبة لصخور المجموعة الواحدة، فبالرغم من احتواء الصخور النارية عموما على معادن مثل النيكل والكوبلت والزنك والكروم. وهي من المعادن اللازمة لجسم الإنسان إلا بعض هذه الصخور يكون فقيرا في واحد على التربة التي تتكون منها ، وعلى المياه التي تجري على سطحها أو تتجمع في جوفها، مما يؤدي إلى عدم حصول الإنسان على ما يحتاج إليه منها.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 9