بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الزراعة اللاأرضية

الزراعة اللاأرضية

بيئات زراعية بديلة

الزراعة اللاأرضية.. رئات خضراء لأسطح المنازل

عنود القبندي

هل سمعتم عن الزراعة بدون تربة؟ أو الأسطح الخضراء؟

إنها فكرة قديمة جدا.. انتشرت زراعة أسطح المنازل منذ فترة والتي جاءت من فكرة الزراعة اللا أرضية (الزراعة بدون تربة).. أسطح المباني هي مساحات شاسعة بعضها النظيف والآخر يملؤها المهملات، بقليل من الجهد من الممكن أن تتحول إلى مساحات خضراء تكون رئة البيت الجديدة. يعتمد هذا النوع من الزراعة على استخدام بيئات زراعية بديلة للتربة العادية كبيئة «البيتموس» وهو نوع من الطحالب ينمو في الدول الباردة، ويستخدمه بكثرة منتجو نباتات الزينة، أو «البرليت» وهي صخور ناتجة عن انفجارات بركانية يتم وضعها في فرن درجة حرارته ألف درجة مئوية تتحول بعدها إلى حبيبات صغيرة تصلح للزراعة، وتعتبر الأردن واليونان أكثر الدول المنتجة لهذه الصخور. وتتميز هذه البيئات بأنها لا تحمل أمراض التربة العادية، وبالتالي لا نكون مضطرين لاستخدام المبيدات أثناء الزراعة.

الأسطح الخضراء

ويعني مصطلح «الأسطح الخضراء» ببساطة تزيين أسطح المباني بمساحات من الحشيش والزهور والنباتات الأخرى، والحقيقة أن هذه الفكرة ليست حديثة فى هذا العصر على الإطلاق. ولنتذكر مثلا حدائق بابل المعلقة – إحدى عجائب الدنيا السبع - أو بيوت روما القديمة، كي ندرك هذه الحقيقة. كذلك هناك بعض الأمثلة على الأسطح الخضراء مثلا في في صنعاء باليمن فبرغم ما شهدته هذه المدينة التاريخية من عمليات ترميم في فترات تاريخية مختلفة، ما تزال حتى اليوم تحتفظ بأصالتها وعراقتها وتراثها الحضاري وفنها المعماري التاريخي بطابعه المميز والمعروف هنسيد بـ(الجزر الحدائقية) والذي يعود إلى آلاف السنين. حيث تتجلى عظمة وروعة هذا الفن المعماري الأصيل بوجود الحدائق المعلقة وزراعة الأسطح الخضراء في المباني والمنشآت اليمنية والقصور القديمة والتي كانت تمثل جزءاً لايتجزأ من التقاليد والعادات للحضارة اليمنية وسكانها الذين كانوا يهتمون بزراعة الأحواض الخضراء والزهور ومختلف أصناف الريحان والورود والشذاب والتي كانت تفوح منها الروائح العطرية الجذابة تمنح الأسطح جمالاً وزينة خاصة في الفضاءات الداخلية والخارجية لأسطح المنازل وفي المدن القديمة بالذات.

الزقاق الذهبي

ونذهب إلى أوروبا في براغ لم تكن في قديم الزمان بمعزل عن هذه المدرسة المعمارية، إذ تكفي جولة في «الزقاق الذهبي» في منطقة قلعة براغ التاريخية كي نلاحظ العديد من الأسطح المكسوة بالنباتات الخضراء. وفي وقتنا الحالي توجد شركات متخصصة في هذا المجال، والتوجه عموماً نحو رعاية البيئة وتحسين أجواء معيشة سكان المدن، وتزداد أهمية الأسطح الخضراء في الأحياء المزدحمة الغاصة بالمباني.

ايجابيات وسلبيات الأسقف الخضراء

للأسقف الخضراء فوائد عديدة والعديد من الايجابيات ولكنها أيضا لا تخلو من السلبيات من ايجابياتها نذكر التالي:

* تعمل على تنظيم حرارة المبنى فتقوم بتدفئته خلال الشتاء وتبريده خلال الصيف. فهي تحمي المباني وطبقاتها العازلة من المؤثرات الخارجية وفي مقدمتها آثار الأشعة فوق البنفسجية وهي جزء من الأشعة الشمسية، وآثار التذبذبات الشديدة في درجات الحرارة، بالتالي تخفض تكاليف صيانة الأسطح وطبقاتها العازلة للماء والرطوبة، وتطيل من عمرها مقارنة بالأسطح التقليدية.

* تساهم فى تقليل مياه الامطار المتسربة الى الأرض، ذلك لأنها تعمل كإسفنجة ماصة للمياه وفي الوقت نفسه تستفيد النباتات من هذه المياه.

* تقوم على تقليل التلوث حيث تعمل كفلتر لتنقية الهواء فهي تحافظ على نسبة ثاني أكسيد الكربون إلى الأكسجين وزيادة نسبة الأكسجين في الهواء.

* تقوم بدور هام فى تقليل الضوضاء والتى هي من مشاكل العصر الحديث خاصة فى المدن.

* لها فوائد اقتصادية عديدة فهى تزيد من عمر المباني حيث تعمل كعازل حراري بحجبها أشعة الشمس عن أسطح المبانى كما تقلل من تكاليف تكييف الهواء خلال الصيف والتدفئة خلال الشتاء.

* تضيف لمسة جمالية ومتنفسا لسكان المبنى.

سلبيات

أما عن سلبياتها نذكر أن:

* مكلفة ماديا.

* تشكل الأسطح الخضراء ثقلا كبيرا نسبيا على هيكل المبنى لذلك ينبغي وضع هذه الحقيقة بعين الاعتبار واطلاعها على مهندس معماري مختص.

* تمنع تسرب المياه إلى المبنى.

* يجب استخدام مواد عازلة بأنواع معينة وبسمك معين واختبار الطبقة العازلة للتأكد من مقاومتها وتغليف طبقة السطح بطبقة واقية أو بحشوة معدنية الأمر الذي سيهدر الوقت والمال.

دبي والأسطح الخضراء

طبقت بلدية دبي مشروع الأسطح الخضراء ذات المردود الايجابي البيئي الكبير على الأبنية وقاطنيها والمدينة بشكل عام في إطار توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لتبني معايير التنمية المستدامة التي تعد من أولويات اهتمام سموه في بناء دبي المستقبلي. حيث تم تطبيق هذا النظام سيكون له تأثير مباشر على المدينة من الناحية البيئية والجمالية والاقتصادية .. إذ يؤدي استخدام الأسطح الخضراء إلى التخفيف من التحديات البيئية التي تواجهها المدن الحديثة حيث أنها تحمي الأسطح المبنية وتعمل على تبريد الهواء وتنقيته وإنتاج الأكسجين وتنظيم درجات الرطوبة وامتصاص الغبار.

وقامت بلدية دبي بتطبيق النظام على مبانيها حيث يقوم النظام بالاستفادة من تجميع الأمطار ومياه الصرف المعالجة والمياه الناتجة من وحدات التكييف بحيث لا يتم استنزاف موارد إضافية لري النباتات.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 145