بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

البيئة الداخلية

البيئة الداخلية في المساكن .. كيف تحميها

د. عبد الحكيم بنوده - سوريا

رئيس قسم هندسة البيئة كلية الهندسة المدنية . جامعة حلب

يعتبر المسكن مكانا للراحة و قضاء وقت ممتع مع أفراد الأسرة لذلك يجب أختيار موقع مناسب للتجمعات والعمرانية و المنازل لحماية الاسرة من مخاطر التلوث . و منذ قرون خلت بين العرب اهمية ذلك حيث ثال ابن قيبة : ( أصلح مواضع البنيان أن يكون علي تل أو كبس وثيق ليكون مطلا و أحق ما جعلت اليه أبواب المنازل و أفنيتها و كواؤها المشرق و أستقبال الصباح ، فإذا اصلح للأبدان لسرعة طلوع الشمس وضوئها عليهم ) .

تتلوث البيئة الداخلية في المساكن إما بسبب أنتقال الملوثات من البيئة الخارجية فالهواء الخارجي لا يمكن عزله عن الهواء الموجود في البيئة الداخلية ، و إما بسبب الملوثات المنبعثة من مصادر عديدة موجودة داخل المسكن .

إن المناطق المنخفضة جدا غير مناسبة كمواقع للتجمعات السكنية بسبب التركيزات العالية للغازات الثقيلة و انصاره كالأوزو و ثاني أكسيد الكربون في هذه المناطق .

من الضروري أن تكون مساحة المساكن مناسبة لأعداد أفراد الأسرة أما مساحة غرف النوم فيصبح أن لا يقل نصيب الشخص الواحد عن 4 أمتار مربعة من غرف النوم لتأمين حجم الهواء للازم للإنسان .

إن ارتفاع أرضية عن منسوب الطريق و الشارع تحققت من أنتقال الغبار و الملوثات الي المسكن و حتي تبقي البيئة الداخلية في المسكن نظيفة فإن تعاليم الدين الحنيف تقضي يخلع الأحذية قبل الدخول الي الغرف لضمان عدم نقل الملوثات العالقة بالحذاء الي الغرف .

يؤدي استخدام مادة الأسستوس في مواد البناء أو الأسقف الأصطناعية أو في مواد العزل الحراري الي تلويث جو المسكن بجسيمات الأستبيوس يصل تركيزها الي 170 نانو غرام / متر مكعب ، و تدخل هذه الجسيمات جهاز التنفس و عامة تحجز في الشعيبات الهوائية الدافيقة مسببة إثارة لجدارها و حدوث بعض التفاعلات السيجية التي تؤدي الي تكون نسيج لسي يزيد سمك الغلاف البلوري المحيط بالرئة مما يقلل من مرونتها و صعوبة خروج هواء الزفير منها و يطلق علي هذه الظاهر احتباس الهواء الزفير منها ، ويطلق علي هذه الظاهرة أحتباس الهواء في الرئة و في حالة اللإصابة الشديدة قد يحدث السرطان نتيجة التجريح المستمر من الياف الأسستوس لتنتج ضعف مقاومة النسيج .

و يسهم استخدام الطاقة المتجددة ( الإشعاع الشمسي الرياح ) و تخفيض استهلاك مشتقات النفط و الطاقة الكهربائية في المساكن بتخفيض إطلاق الملوثات النفط و الطاقة الكهربائية في المساكن بتخفيض إطلاق الملوثات الغازية و يتحقق ذلك بأستخدام وسائل تدفئة و أدوات كهربائية أقل استهلاكا للطاقة و بأستبدال المصابيح المتوهجة بمصابيحح الفلوروست حيث إن المصابيح الاخيرة تقدم نفس الأنارة لكن مع استهلاك طاقة يعادل ربع استهلاك المصابيح المتوهجة .

1- العوامل الؤثرة في صفات البيئة الداخلية للمسكن

حتي يكون المسك مصدر راحة واضحة و امان يجب أن تتصف البيئة الداخلية في المسكن بعدة مميزات من أهمها :

أ- درجة الحرارة المناسبة يفضل أن تكون درجة الحرارة داخل المنزل قريبة من 20 درجة مئوية حيث أن معظم الأفراد يشعرون بالراحة و عدم فقدان حرارة أجسامهم في هذا الجو من الحرارة يساهم في التصميم الجيد للمباني و عزل السكان في تخفيض اللجوء الي التكييف الحراري الاصطناعي .

ب- الإضاءة الكافية التي قد تكون طبيعية أو أصطناعية و يفضل الاهتمام بالإضاءة الطبيعية للمسكن أثناء الرحلة التصميم عن طريق الاستفادة القصوي من الاشعة الشمسية التي تساهم أيضا في التحكم بدرجة الحرارة داخل المسكن .

و التصميم الصحيح للمباني و المساكن لا يحرم أي غرفة من الإنارة الطبيعية فالغرف الداخلية توفر إنارتها عن طريق الفسحات السماوية .

إن اللجوء الي الإنارة الأصطناعية يعتبر هدرا في استهلاك الكهرباء الي يولد جزء معهم منها عن طريق المحطات الحرارية التي تستهلك الغاز الطبيعي او القيول و تطلق العديد من الملوثات الغازية في الهواء الجوي .

و تعتبر الإضاءة ضرورة لمنع حصول حوادث و تساهم في الحفاظ علي الحال الصحية للأفراد و خاصىة صحة البصر .

ج- التهوية الجيدة يصعب إلة الروائح و الغازات الضارة من المساكن التي تفتقر الي التهوية الجيدة و لقد وفر المعاريين العرب في الماضي تهوية المساكن عن طريق إنشاء سقف السكن عازلا للحرارة لا يسمح بنفوذها و بأنشاء نوافذ صغيرة عاليه في غرف المسكن الداخلية و هذه النوافذ التي كانت تبني فوق سطح المسكن لها ابواب مواجهة لجهة الريح السائدة في المنطقة لتدخل الرياح في تجويف البرج و بذلك و تأمن تهويتها و تلطف جوها و كان يوضع بأسفل البرج قطعة من القماش المبلل حتي إذا ما هبت الريح المتربة تقوم بتصفيتها من التراب .

و يفضل أن لا يقع المطبخ والحمام في عكس أتجاه الريح السائد تصل الي داخل الغرف و تأمن تهويتها و تلطف و تلطف جوها و كان يوضح بأسفل البرج من القماش المبلل حتي إذا ما وهبت الريح المتربة تقوم بتصفيتها من التراب .

و يفضل أن لا يقع المطبخ و الحمم في عكس أتجاه الريح السائدة في المنطقة بالنسبة لغرف المعيشة حتي لا تنتقل الريح الغازات الضارة الي هذه الغرف .

د- قلة الضوضاء داخل المسكن معروفة و هي المذياع و التلفاز و الاجهزة الكهربائية من خلاطات و مكانس و غيرها إضافة الي أنصاف الي أنصاف الأبواب و النوافذ و الضوضاء تزعج و تض الجيران إضافة لأهل البيت لذك يجب التخفيف من الضجيج داخل المسكن و تحدد المعايير شدة الصوت المسموحه في غرف المعيشة ب 50 ديسبل و في غرف النوم ب 30 ديسبل أقصي .

2- الأفعال المواد المؤدية لتلويث البيئة الداخلية في المسكن

أ- وش المبيدات الحشرية . و ينفذ للقضاء علي الذباب و البعوض و الصراصير و القوارض إن وجود هذه الحشرات و القوارض في المنزل مضر لكن المبيدات الحشرية تحتوي علي مواد سامة و تضرر الأطفال من هذه المبيدات نتيجة للمس الأماكن التي رشت بها أثناء اللعب ثم يضعون أيديهم في أفواههم فيكون ذلك سببا في تسممهم .

ب- مواد التنظيف تساهم عملية التنظيف المسكن و محتوياته و نظافة الملابس في الحفاظ علي صحة الفرد بيد أن مواد التنظيف الكيماوية المستخدمة في أيامنا هذه تحتوي علي مواد ضارة إذا وصل الي حواش الإنسان فمحاليل تنظيف المغاسل و الحمامات لها تأثير سلبي علي الجلد و لبعضها تأثير سلبي علي جهاز التنفس مثل هيبوكلوريت الصوديوم الذي يدعي ماء جافل و تحتوي أغلب محاليل تنظيف النوافذ علي النشادر الذي يعتبر من الغازات السامة .

ج- المدافئ غير المرودة بمداخن لتصريف غازات الأحتراق خارج المسكن في حال استخدام مدافئ الحطب أو مدافئ الغاز الطبيعي غير المرودة لتصريف غازات الأحتراق خاج المسن يجب تأمين تهوية المكان لتخفيض تركيز الغازات الضارة و منها أول أكسيد الكربوت الذي لا يمكن الشعور بوجوده حيث لا لون ولا رائحة له .

بينما هو غاز سام و يجب عدم ترك المدافئ و المصابيح موقدة عند النوم لأن غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن الأحتراق غير الكامل للوقود قد يؤدي الي أختناق الأطفال النائمين كما قد ينتج عن هذه المدافئ و المصابيح حريق للمسكن .

د- معلومات التكييف المختلفة توجد في هذه المنظومات بعض أنواع البكتريا و الفطريات نتيجة تجمع المياه لفترات طويلة دون إجراء عمليات التنظيف و تنتق هذه المسببات بصورة مباشرة مع الهواء الذي يدور داخل منظومة التكييف الي بقية أجزاء المبني و تتجمع جسيمات الغبار و بعض أنواع البكتريا في مرشحات الهواء في منظومة التكييف المختلفة و تصبح عند ذلك مصدرا مباشرا لتلوث الهواء الداخلي .

هـ- الأجهزة التي تصدر أشعاعات كهرومغناطيسية مثل الهاتف النقال و الأجهزة التي تعمل بالريموت كنترول و فرن الميكروويف و تساعد هذه الاجهزة غلي أنتشار بعض الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب و السرطان .

و- تدخين السجائر ينبعث عن تدخين السجائر مركبان عديدة تملك خواص مهيجة و يؤدي التعرض المستمر لها الي إصابات مختلفة الشدة في الجهاز التنفس لدي غالبية الناس مما سبب هذه الألتهابات يؤدي الي تعطيل وظيفة الأنسجة المساعدة في الرئة مما يسبب مرض أنتفاخ الرئة، يؤدي أحتراق التبغ الي انتاج الدخان الأسود .

و تيار الدخان الثانوي و يدخل تيار الدخان الاساسي الي الفم مباشرة من المنطقة المحترقة و من المنطقة السانة عبر عمود الدخان في السيجارة و يتشكل تيار الدخان الثانوي و ينتشر بشكل حر في الجو المحيط .

يتعلق تركيب دخان التبغ بشروط الأحتراق مثل سرعة الأحتراق نسبة الاكسجين في الجو و بالخصوص الفيزوكيماية لأوراق التبغ المستخدمة و بطبيعة الورق الذي تلف به السجائر عادة .

تحدث عمليات فيزيائية و كيميائية عديدة داخل مجري الدخان في السيجارة الذي يتصف بتدرج حراري تتغير فيه درجة الحرارة علي طول السيجارة و فقر في الأكسجين و خواص تتغير فيه درجة الحرارة علي طول السيجارة و فقر في الأكسجين و خواص أختزالية قوية . و تنتج عن التدخين بشكل عام أكسيد الكربون و اكسيد النتيروجين و القطران و الامونيا و الزرنيخ و الرصاص و الكثير من المواد الضارة الأخري إن المرشح الموجود في السيجارة قد يقلل من نسبةو القطران غير أن يقلل أيضا من دخول الهواء الي السيجارة مما يمنع الأحتراق الكامل وبالتالي توتفع أول أكسيد الكربون السام و المستنشق .

يدخل للمدخن 15% فقط من محتويات السيجارة و بنفث 85% من طرفها المحترق الي الهواء ليستنشقها الآخرون بظاهرة التديخن اللارادي إن تعرض غير المدخنين اللارادي للهواء الملوث بدخان السجائر المنبعث من المدخنين داخل المسكن يؤدي علي المدي الطويل الي أزدياد في معدلات الإصابة بالنزلات الشعبية الحادة و بحساسية الصدر عند الاطفال و تشير الاحصائيات الطبية الي ان الاطفال لوالدين مدخنين تزداد لديهم معدلات الإصابة بهذا المرض الي اربعة أضعاف أقرانهم لوالدين غير مدخنين .

3- الإجراءات اللازمة للوقاية التلوث الداخلي في المساكن

من أهم الأجراءات التي تساهم في الوقاية من تلوث البيئة الداخلية في المساكن تذكر .

- تقل المنشأت الصناعية الملوثة الي خارج التجمعات السكنية لتخفيف تلوث الهواء الخارجي الذي يدخل البيئة الداخلية للمساكن عن طريق الأبواب و النوافذ و فتحات التهوية .

- زراعة الأشجار في المساحات المحيطة بالمساكن لما للأشجار من دور مهم في تخفيف تلوث الهواء الخارجي .

- تأمين التهوية و الإنارة الطبيعية للمساكن و الاهتمام بعزل الاسقف و الجدران الخارجية للمحافظة علي دراجات حرارة معتدلة في السكن.

- اللجوء الي الطاقة المتجددة لتسخين الماء و الهواء في المسكن و منع استخدام المدافئ غير المزودة بمداخن لتصريف الغازات الناتجة عن أحتراق الوقود خارج حدود المسكن .

- منع استخدام مادة الأسبتوس في مواد البناء أو الاسقف الأصطناعية أو مواد العزل الحراري لتجنب تلويث البيئة الداخلة بألياف الأسستوس الضارة بالصحة

- توفير النظافة بالمستوي المطلوب في المطبخ و الحمامات و تنظيف الاثاث و المفروشات و يد الثقوب في المساكن للحد من ظهور و تكاثر الحشرات و الصراصير و بالتالي تخفيف الحاجة

لأستخدام المبيدات و إلا فليزم القيام بعملية رض المبيدات في المكان الذي بحاجة للرض في المسكن و يجب الأنتباه لعدم وصول المبيدات الي الأطفال و الطعام .

- فتح النوافذ أثناء أستخدام المنظفات الحاوية علي الامونيا لضمان تخفيف تركيزها ضمن جو الممكن .

- أبعاد كابلات التوتر العالي عن المساكن ، و عدم وضع جهاتز الهاتف النقال بحالة تشغيل دائم و عدم ترك الأطفال يستخدمون أجهزة الريموت كنترول بتوجيهات خاطئة . و عدم التواجد بالقرب من أجهزة المايكويفو هي تقوم بعملية بالطهي .

- عدم التدخين في غرف المعيشة و غرف النوم بل علي من يريد التدخين الخروج الي الاماكن غير المحصورة .

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 16