بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الدراكيل

الدراكيل

أثر الدراكيل على البيئة الصحراوية في دولة الكويت

أمل جاسم

تتسم الييئة الصحراوية بدولة الكويت كغيرها من بيئات المناطق الجافة وشبه الجاف في العالم بحساسية فائقة في إطار من التوازن الدقيق بين عناصرها الطبيعية المختلفة من مناخ ومياه وتربه وغطاء نباتي وكائنات حية، ولقد تسببت بعض الفعاليات البشرية في إحداث خلل ما في المنظومة البيئية الصحراوية ترتب عليه تدهور في نوعيتها البيئية.إن لعمليات استخراج المواد المقلعية المستخدمه في البناء من صلبوخ ورمل وحجرجيري تأثيرات بيئية كبيرة منها تدمير الكساء النباتي والحياة الفطرية وحدوث تغيرات جذرية في النظام البيئي في المنطقة التي يزاول بها هذا النشاط ، فالحفر الاستكشافية يصل عمقها أحيانا إلى 30 مترا تؤدي إلى إثارة الغباروالرمال على مساحات واسعة من حولها وقد تصل أحيانا إلى مياه الجوفية.وعمل الكسارات وحركة الآليات الثقيلة تعمل على انسداد مسام التربة وفقدان خاصية امتصاص مياه الأمطار بما لا يقل عن 50%من التربة غير المنضغطة، وجفاف التربة وارتفاع درجة حرارتها يسببان عدم مقدرة النبات النفاذ في التربة المنضغطة وزيادة معدلات الجريان السطحي لمياه السيول.

موقع دولةالكويت

تقع دولة الكويت في الزاوية الشمالية الغربية من الخليج العربي بين خطي عرض 30 و28 و50 و30 شمالا، وخطي طول 33 46 و36 48 شرقا، وتبلغ مساحة دولة الكويت 850, 18 ألف كم2.

يحد دولة الكويت من الجنوب المملكة العربية السعودية، وشرقا الخليج العربي، أما شمالا وغربا فيحدها العراق. وتتبع دولة الكويت مجموعة من الجزرهي: فيلكا،بوبيان، أم النمل، قاروه، كبر، أم المرادم، وربة، مسكان.

الخصائص المناخية لدولة الكويت

يوصف مناخ دولة الكويت بكونه مناخا مداريا صحراويا تتطرف فيه درجات الحرارة بين الصيف والشتاء وبين الليل والنهار لهذا فإن مدى الحرارة اليومي والفصلي مرتفع،وغالبا ما تهب رياح مثيرة للغبار خلال أشهر الصيف مع ارتفاع نسبة الرطوبة.

جيولوجية دولة الكويت

تتميز جيولوجية الكويت بطبوغرافية مبسطة، ويلاحظ سطحها بشكل عام حيث يصل أعلى ارتفاع 276م فوق سطح البحر في الجزءالجنوبي لدولة الكويت. وتتراوح أعمار الصخور الظاهرة على سطح الكويت من العصر الحديث الهولوسين. البليوستوسين إلى صخور قديمة تنتمي إلى عصر الأيوسين الأوسط في هضبة الأحمدي.

تغطي سطح الكويت مساحات شاسعة من الحصى والصلبوخ التي تنتمي إلى تكوين الدبدبة، كما توجدكمية من الكثبان الرملية في المناطق الشمالية والجنوبية لدولة الكويت. كما تمتاز جيولوجية الكويت ببعض الظواهر البارزة على السطح كمرتفع جال الزور ووادي الباطن.

ظاهرة الدراكيل ( المحاجر ) في دولة الكويت

يعرف الدركال( المحجر ) على أنه موقع لاستخراج المواد المقلعية المستخده في البناء،ويتم ذلك عن طريق عمل حفر بأعماق وأطوال متفاوته حسب العمق والمساحة المتوفرة فيها هذه المواد.

تعتبر الدراكيل ( المحاجر ) أحد استخدامات الأرض في دولة الكويت، وقد بدأ استخراج المواد المقلعية منذ الستينات وذلك لتنفيذ الخطط التنموية المواكبة لتطور البلاد وإعمارها في ذلك الوقت .

وقد ازدادت الأنشطة الإنمائية بما في ذلك الإسكان والمشروعات المدنية والتوسعات الصناعية مما أدى إلى زيادة الطلب على مواد البناء مثل الصلبوخ والرمل والحجر الرملي،إضافة إلى ذلك فإنه إعادة إعمار وإنماءدولة الكويت مما أصابهامن آثار الدمار بسبب الغزو العراقي الغاشم أدي إلى الطلب المتزايده على المواد المجرية.

أنواع الدراكيل في دولة الكويت

تقسم الدراكيل ( المحاجر ) في دولة الكويت إلى ثلاث أنواع هي : دراكيل الصلبوخ، دراكيل الرمل، ودراكيل الحجر الرملي، وسنتناول بشيء من التفصيل كل نوع على حدة:

1- دراكيل الصلبوخ (Gravel Quarries) : تنتشر بشمال وجنوب غرب الكويت في المناطق التالية : كراع المرو، اللياح،مطربة،حومة،الشقة.

تختلف أنواع الصلبوخ في تركيبها المعدني وأحجام الحبيبات والسماكة من موقع لآخروعموما يوجد الصلبوخ إما علي شكل غلالات رقيقة (2-5سم) أوطبقات وديانية (1-10م سماكة) وهذه الطبقات تمثل جزءا من تكوين الدبدبة،والثابت أن صلبوخ تكوين الدبدبة يتكون من ثلاث أنواع من الصخورهي الرايولايت- الكوارتز- الجرانيت (يواشو وآخرون1984).

أما بالنسبة للمقياس المحدد كم 1Xكم ومتوسط العمق 5-7م. ويستعمل الصلبوخ في أعمال الرصف والخراسانات المسلحة وإنشاء الطريق، أما الصلبوخ الأبيض والذي يتكون كلية من الكوارتز قيستخدم في صناعة الزجاج.

هذا وقد قدرة كميات الصلبوخ بشمال الكويت طبقا لدراسة قام بها يواش وآخرون بحوالي 228 مليون متر مكعب.

2- دراكيل الرمل (Sand Quarries) : يستخرج الرمل من عدة مناطق في الكويت منها الجهراء، الصليبية، بنيدروالنويصيب،ويدخل السيلكون بنسبة 90% من تكوين الرمل.

يبلغ المقياس المحدد لطول وعرض دركال الرمل 500م×500م أما متوسط العمق فيبلغ 3-7م. وقد تم تقديركميات الرمل في مناطق الجهراء، المقوع، المناقيش، الطويل، جليب قرينيص والوفرة بحوالي 250، 928، 128 مترا مكعبا (أبوالعيد وآخرون 1983).

ويستخدم الرمل في أغراض عدة مثل انشاء الطريق، تشييد المباني وأيضا استخدامات زراعية لأعمال التشجير على جوانب الطريق.

3- دراكيل الحجرالجيري - Sand

الدركال الوحيد الموجود في دولة الكويت هو الدركال الواقع في منطقة الزور، والذي حدد مقياس الطول والعرض فيه 500مx500م، ومتوسط العمق هو 1/2م.

الآثار السلبية لأعمال الدراكيل على البيئة البرية في دولة الكويت

هناك عدة آثار سلبية لأعمال الدراكيل التي تؤثر بطريقة مباشرة على البيئة البرية، من هذه الآثار:

1. إزالة التربة السطحية في منطقة التعدين مما يترتب عليه إزالة التربة الغنية بالمواد اللازمة للزراعة وبالتالي اختلال النظام البيئي للمنطقة.

2. إزالة الغطاء النباتي في موقع التعدين مما يترتب عليه تفكك التربة التي كان الغطاء النباتي هو السبب في تماسكها وعدم تطايرها.

3. تصاعد كميات من الغبار المتطايره في الجووذلك نتيجة لعمل الكسارات والحفارات.

4. انضغاط التربة : وذلك بسبب حركة الشاحنات الشبه مستمرة على الطريق غير المعبدة وأيضا وضع المعدات الثقيلة لتكرير الرمال وتكسير الصلبوخ في الموقع.

وقد ذكر ميساك ( 1996) في دراسة فنية اقتصادية لإعادة تأهيل منطقة شمال غرب الجهراء - دولة الكويت، إن حركة الشاحنات والمعدات الثقيلة على الطرق غير المعبدة يؤدي إلى انضغاط التربة ويترتب على ذلك ما يلي:

أ- قفل مسام التربة وفقدان خاصية امتصاص مياه الأمطار بما لا يقل عن50%من التربة غير المنضغطة.

ب- جفاف التربة وارتفاع درجة حرارتها بسبب عدم مقدرة النباتات على النفاذ في التربة المنضغطة.

ج- زيادة كميات الرمال والأتربة الناتجة من تجوية رواسب السيول خلال فصل الصيف.

5. تفكك التربة : تنتج هذه المشكلة من جراء عمليات الحفر المتواصلة للوصول إلى المواد المطلوبة ( الصلبوخ - الرمل - الحجر الجيري ) والتي قد تكون في أعماق مختلفة قد تصل إلى 10 أمتار، وبعد هذه العملية تترك الحفر بدون ردم وأيضا أكوام الرمال على السطح وبذلك يتخلخل النظام البيئي للمنطقة، وتتطاير ذرات الرمال في الجو متسببة في احتجاج الرؤية لعدة كيلومترات.

الاجراءات المتخذة للحدة من هذه الظاهرة

1. وقف العمل بدراكيل الصلبوخ من يوم الأربعاء الموافق 1/10/1997م وذلك نسبة لقرار مجلس الوزراء الموقر رقم (843).

2. تسهيل استيراد الصلبوخ من يوم الخارج.

3. أصدرت الهيئة العامة للبيئة قرار رقم (44) لسنة 1997.

والقاضي بتشكيل لجنة لإعادة تأهيل مواقع الدراكيل،وهذه اللجنة تضم أعضاء من عدة جهات هي : الهيئة العامةللبيئة، معهد الكويت للأبحاث العلمية، الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية والجمعية الكويتية لحماية البيئة.

التوصيات

1- ضرورة تسوير موقع الدركال أثناءالعمل وذلك لمنع تطاير الرمال.

2- إعادة ردم الحفرالتي تم الانتهاء من العمل بها.

3- ضرورة استخدام نظام التحكم بالأتربة.

4- رصف الطرق المؤدية من مناطق الكسارات والدراكيل إلى الطريق العام لكي لا يتم السير بطرق عشوائية تؤثرعلى التربة وتماسكها.

5- عزل المواقع التي توقف العمل بها عن النشاطات البشرية مثل الرعي وإقامة المخيمات لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات وذلك لتعيد تأهيل نفسها طبيعيا.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العالمة للبيئة - العدد 10